حوار مع لمى شحادة: الاستعمار الاستيطاني وتدمير طبيعة فلسطين الجغرافية
في مقال لها بعنوان "حين يعطش الغرباء: التخطيط والإدارة الصهيونيّة للمياه وتخريب طبيعة فلسطين"، كتبت مخططة المدن لمى شحادة، أن الحركة الصهيونيّة لم تبن مستوطنات فقط، بل خطّطت دولة بكامل مركّباتها على أرض فلسطين، حيث حمل مهندسوها القادمين من الغرب، والّذين لم يعيشوا المكان، الخرائط والأقلام، ورسموا خطوطًا على الورق، خلال بضع سنوات، تحولت هذه الخطوط إلى مشاريع مياه وشوارع وأراضٍ زراعيّة ومناطق صناعيّة، تشقّ وجه الأرض من شمالها إلى جنوبها؛ لتؤمّن الهيمنة العسكريّة والسياسيّة للمشروع الصهيونيّ.
وتشير شحادة إلى أن تخطيط المياه شكل أداة مركزية من بين المحاور التخطيطيّة العديدة، التي وُظّفت سياسيًّا منذ بدايات الاستيطان الصهيونيّ في فلسطين، حيث واجه تخطيط المياه الإسرائيليّ الطبيعة أوّلًا فطوّعها وغيّر نظامها؛ مصيبا عمق ارتباط الإنسان الفلسطينيّ ببيئته الطبيعيّة.
وقد احتاج التطرّف التخطيطيّ الإسرائيليّ، والّذي رافقته هجرة ملايين اليهود إلى فلسطين، كما كتبت، إلى تنظيم وإدارة ناجعة للمياه، كي يضمن وصولها إلى كلّ أطراف مشروعه، وتوزيعها حسب أولويّاته وإستراتيجيّته، كما عملت دولة إسرائيل في بداياتها على السيطرة على المياه.. وسُنّ قانون إسرائيليّ جديد عام 1959، حوّل المياه إلى ملك عامّ للدولة، تدير شؤونه سلطة المياه الحكوميّة، ويمنع استعمال أيّ مصدر مياه بلا موافقة السلطة.
ويواصل المقال شرح كيفية انتقال التعامل مع المياه من مصدر حيوي لحياة وتطور الانسان الفلسطيني على أرضه إلى وسيلة لتغذية حاجات الاستيطان الصهيوني المتزايدة، مشيرة إلى الاستغلال الزائد والضخّ والاستهلاك المبالغ فيه للمياه الذي أدى إلى جفاف البحر الميّت، وخفض مستوى المياه في بحيرة طبريّة، وكيف أدّى هذا الأمر إلى تغيير مجرى العديد من الأنهر والروافد، المنتهية في البحر الميّت.
ولم يقتصر الضرر الذي سببه الاستيطان الصهيوني على الأرض والبيئة الفلسطينية، بل طاول الإنسان أساسًا، إذ صادرت مشاريع المياه أراضي فلسطينيّة في المناطق المحتلة عام 1948، ومرّت من خلالها دون أن ترويها، بل روت الأراضي الزراعيّة الواسعة في البلدات اليهوديّة؛ ما أدّى إلى عدم قدرة الفلسطينيّ على الاعتماد على زراعات الريّ كغيره، وعدم قدرته على منافسة رأسماليّة سوق الزراعة الإسرائيليّة، الّتي تملك المساحات والمياه، وتهدّد برأي الباحثة ما تبقّى للفلسطينيّ من مساحات مفتوحة، بعد أن خنقه التخطيط الإسرائيليّ، في بلدات مكتظّة جدًّا، لا تتعدّى مساحتها الـ 3%.
لإلقاء المزيد من الضوء على هذا الموضوع، أجرينا هذا الحوار مع مخططة المدن لمى شحادة.
لقراءة المقالة كاملة اضغط هنا