فلسطين
تمثل فلسطين واحدة من أكثر المناطق الغنية بالتنوع البيولوجي في العالم، حيث تمثل نقطة التقاء ثلاث قارات والعديد من المناطق الجغرافية الحيوية. يعد الحفاظ على هذا التنوع البيولوجي من بين الأولويات العليا لسلطة جودة البيئة حيث أدت عقود من الاحتلال الإسرائيلي إلى تدهور البيئة وطرحت العديد من التحديات التي أثرت سلباً على إدارتنا للموارد الطبيعية. إن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضينا قد ترك لنا العديد من التحديات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والبيئية، مع مزيد من الضغوط على الموارد المحدودة المتاحة للعيش والبقاء، وبالإضافة إلى ذلك فإن الأراضي الزراعية المجزأة بالفعل التي يزرعها مزارعونا تتدهور كل يوم بسبب النفايات السامة والتلوث الذي تلقيه المستوطنات الاستعمارية الإسرائيلية غير القانونية على الأراضي الفلسطينية.
أصبحت دولة فلسطين دولة عضو مراقب في الأمم المتحدة في نوفمبر 2012، وباعتبارنا دولة ناشئة، فإننا نتخذ خطوات عاجلة لمعالجة مشاكلنا البيئية المحلية والحفاظ على التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية. وهذا يحمل في طياته مسؤولية كبيرة للإشراف على تراثنا من التنوع البيولوجي ومواردنا الطبيعية. سيكون لحماية التنوع الحيوي والحفاظ عليه في دولة فلسطين العديد من الفوائد البيئية والصحية والاقتصادية لذلك تتمثل المهمة الأساسية لسلطة جودة البيئة في تعزيز التنمية البيئية المستدامة من خلال حماية البيئة بجميع عناصرها ومنع التلوث البيئي والمخاطر والتهديدات التي تواجه حياة جميع الكائنات الحية، اذ يلتزم الفلسطينيون بالحفاظ على التراث الغني لدولة فلسطين من التنوع البيولوجي والأراضي والمياه والموارد الطبيعية البحرية واستخدامه المستدام، ولذلك تمت المصادقة على التوقيع على اتفاقية التنوع البيولوجي.
باعتبارها طرفًا في اتفاقية التنوع البيولوجي (CBD) منذ عام 2015، كانت فلسطين ثابتة في الوفاء بالتزاماتها بتقديم التقارير حول الاستراتيجيات والإجراءات الوطنية للتنوع البيولوجي واخرها التقرير الوطني السادس لفلسطين المقدم إلى اتفاقية التنوع البيولوجي حيث يمثل التقرير الوطني الثاني عن التنوع البيولوجي ويستخدم التوجيه الشامل والدعم الفني الذي صاغته أمانة اتفاقية التنوع البيولوجي لضمان تقديم تقارير عالية الجودة ومعتمدة على البيانات وشاملة للجنسين. يوفر التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية التي ترتبط عملياتها الطبيعية ارتباطًا وثيقًا بالعديد من الخدمات والموارد والوظائف المهمة لسبل العيش ورفاهية الإنسان والحياة البرية والاقتصاد وتخفيف المخاطر المناخية، وفي حين يوفر التنوع البيولوجي السلع والخدمات الأساسية التي تعتمد عليها الحياة كلها، فإنه ذو أهمية خاصة للفئات الأكثر ضعفا في مجتمعنا وقد قامت دولة فلسطين بتطوير سلسلة من السياسات والاستراتيجيات وخطط العمل التي تهدف إلى الحفاظ على هذه الموارد البيولوجية واستدامتها.
من الجدير بالذكر أن أهدافنا الوطنية للتنوع البيولوجي قد تم اعتمادها بما يتماشى مع الإستراتيجية وخطط العمل الوطنية للتنوع البيولوجي ومن بين الإنجازات الهامة المتوقعة، تمكنت فلسطين من إنشاء شبكة جديدة للمحميات الطبيعية للتأكد من أن أنظمتنا البيئية الغنية والفريدة من نوعها يتم استخدامها بشكل مستدام والحفاظ عليها بشكل فعال للأجيال الحالية والمستقبلية، ويؤكد التقرير الوطني السادس أيضًا أن فلسطين تسير على الطريق الصحيح وتحقيق العديد من الأهداف الأخرى بما في ذلك على سبيل المثال، وضع التشريعات والسياسات والمبادئ التوجيهية اللازمة للحفاظ على نظم إيكولوجية محددة من أجل الإنتاج والاستهلاك المستدامين. أثناء تطوير المراجعة الوطنية السادسة، حددنا أيضًا المجالات التي تتطلب جهودًا والتزامات إضافية على الرغم من أن بعض العمل جارٍ حاليًا، إلا أنه يتم تطوير الإطار الوطني للسلامة الأحيائية والاستراتيجية الوطنية للأنواع الغريبة الغازية، فضلاً عن توسيع نطاق الحفاظ على الموارد الجينية خارج الموقع وداخله.